مسلسل طائر الرفراف الحلقة 24 رسالة فريد كورهان الأخيرة 😭💔
مسلسل طائر الرفراف الحلقة 24 رسالة فريد كورهان الأخيرة 😭💔
بداية النهاية.
أخذ يُحدق في الفراغ و سرّح بخياله للماضي البعيد .. في عقلِه آلاف الذكريات الجميلة معها و بقدر جمالها آلاف الآلام لم يستطِع أن يمحيها من ذاكرته .. بشعره الأشعث و بِنيَته الهزيلة .. ملابّس رثة توحي باللامبالاة و تفوح منها رائحة اللامبالاة .. ملامحه الطفولية إختفت كليًا من على وجهه .. و حلّت مكانها رجل يوشك على الموت .
صمت طويل و سكون بارد يجول ثنايا القصر .. إشتاق لعِتاب جده .. توبيخ أمّه .. صمت أخيه .. مزاح عابدين .. و الأهم ضحكة زوجتِه .. فجأةً أخذ يهذي بينه و بين نفسه بصوت لايكاد لا يُسمع " سيران " و نظر حوله .. لكن لم يتواجد أحد .
إختفت الرّوح من هذا القصر و أضحى وحيدًا فيه .. تجرّد من الألوان كأن سحابة سوداء غيّمت على المكان.. رحلوا كلهم بما فيهم هي .. هناك من رحَل ليؤسس حياته بعيدًا عن أهوال هذا المكان .. هناك من أعطى فرصة لنفسه ليكون شخصًا جديدًا .
و بعضهم ودّع الحياة نفسها ليلاقي ربّه.. و في قرارة نفسه كان يُدرك أنه سيكون من الصّنف الأخير..
وقف من على السرير و راح يُحدق في الحبل المتدلي من على سقف غرفته.. غرفة يومًا ما كانت بداية لقصّة حُب .. و شاءت الأقدار أن تكون نهايتها.. نظرة باهتة مشّبعة بالآلام و الخذلان.
كره و حقد .. ندم و ضياع .. وِحدة و ذّل ..مشاعر متضاربة لم يستطع أن يتحملّ ثقلها و آمن أن الخلاص منها هو الرحيل الأبدي .. لم تستطع أن تُسامحه و لم يستطع بدوره أن يسامح نفسه .
وقف فوق الكرسي بعد أن ترك رسالة فوق المكتب الذي إعتادت أن ترسم عليه.. كما تجري عادة المنتحرين و طقوسهم .. و رغم أنه كان يُدرك أن لن يقرأها أحد .. لكن لسبب ما تركها .. صعد فوق الكرسي و علّق الحبل و لّفه حول رقبته ببطئ و نظر إلى صورتها للمرة الأخيرة و تمتم : وداعاً سيرو.
و أضحى بعدها جثة هامدة .. على كل حال لم تكُن موتَته الأولى.
و كان يسعى جاهدًا أن يمشي طول الطريق للوصول إلى وِجهته بلهفة الأطفال .
آملاً أن يبلغ تلك النُقطة من روحِها وحده لاغير .. أن يتطفل على قلبها الذي و في ظنّه أنه يُشغل فيه الحيّز الأكبر .. كانت تكفيه نظرةٌ واحدة منها لتّدب الحياة مجددًا في روحه الهالِكة المُشتاقة للحُب و الهوى و تجعله يقف على قدميه .
لكن بدل ذلك فضّلت أن تُسلِط عليه نار جهنّم بكلمةٍ من سعير أحرقت كيانَه و جعلته ينحشر في زاوية الخذلان .. متسائلاً بينه و بين نفسه مجددًا.. يا ترى هل أنا بهذا السّوء و الحقارة ؟.
- فريد كورهان ( الرسالة الأخيرة ).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق